كتاب أولائل المقالات صفحة 51 القول في التوحيد
أقول
إن الله عز و جل واحد في الإلهية و الأزلية لا يشبهه شيء و لا يجوز أن يماثله
شيء و إنه فرد في المعبودية لا ثاني له فيها على الوجوه كلها و الأسباب و على هذا
إجماع أهل التوحيد إلا من شذ من أهل التشبيه فإنهم أطلقوا ألفاظه و خالفوا في
معناه و أحدث رجل من أهل البصرة يعرف بالأشعري قولا
خالف فيه ألفاظ جميع الموحدين و معانيهم فيما وصفناه و زعم أن لله عز و
جل صفات قديمة و أنه لم يزل بمعان لا هي هو و لا غيره من أجلها كان مستحقا للوصف
بأنه عالم حي قادر سميع بصير متكلم مريد و زعم أن لله عز و جل وجها قديما و سمعا
قديما و بصرا قديما و يدين قديمتين و أن هذه كلها أزلية قدماء و هذا قول لم يسبقه
إليه أحد من منتحلي التوحيد فضلا عن أهل الإسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.